لو كل كلب عوى ألقمته حجـراً ** لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار

لو كل كلب عوى ألقمته حجـراً ** لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار

لو كل كلب عوى ألقمته حجـراً ** لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار

كم من لئيم مشى بالزور ينقـلـه** لا يتقي الله لا يخشى من العـار
يود لو أنه للـمـرء يهـلـكـه ** ولم ينلـه سـوى إثـم وأوزار
فإن سمعت كلاماً فـيك جـاوزه ** وخل قائله فـي غـيه سـاري
فما تبالي السما يوماً إذا نبـحـت ** كل الكلاب وحق الواحد الباري
وقد وقعت ببيت نـظـمـه درر ** قد صاغه حاذق في نظمه داري
لو كل كلب عوى ألقمته حجـراً ** لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار

رساله من ادب الرسول لكل ظالم سليط اللسان عديم الادب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء” (ترمذي: بر:48 & أحمد:1: 405و416)
وقال أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه 10 سنوات حياته في المدينه: “لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا”. (بخاري:أدب:38
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتم أو يلعن أو يدعوا أناس بأسماء لا يحبونها. كان عليه الصلاة والسلام وهو رئيس الدوله من أكثر الناس لينا في الكلام حتى أن الله سبحانه وتعالى أرسل للمؤمنين قرآنا يأمرهم بحسن الحديث اليه صلى الله عليه وسلم بألا يرفعوا أصواتهم عليه ولا يخاطبونه بنفس الأسلوب الذي يخاطبون به بعضهم بعضا فقال عز من قائل في سورة الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ” (49:2)
ذلك أن الكلام السيء يكون وراءه الشيطان وهو من أهم مداخل الشيطان للوقيعة بين الناس. قال الله عز وجل:(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (17:53)
حتى من يسئ الكلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد عليه الأساءه بمثلها. ها هو أعرابي يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطني من مال المسلمين لا من مالك ولا مال أبيك فينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عن أن يؤذوه ويعطه لحاجته
وها هو آخريأتيه مطالبا بدين ويغلظ عليه الصلاة والسلام في الطلب فيقوم له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الأحرى بهم أن يأمروه بحسن أداء ما عليه.
لقد قال الله سبحانه وتعالى: “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم” النساء 148
لكن هذا لا يعنى الشتميه والبذاءه. لقد أمر الله سبحانه وتعالى أنبياءه موسى وهارون عليهما السلام أن يقولا لفرعون قولا لينا: “إذهبا الى فرعون فقولا له قولا لينا” طه 20 – 44
هذا هو مثال وسنه خير خلق الله عليه الصلاة والسلام من لين الكلام وعدم البذاءه والشتيمه والفحش في الكلام حتى إذا تعرض أحدنا للأساءه في الكلام فلا يرد بالأساءه والبذاءه ولكن بلين الكلام حتى لا يدخل الشيطان بيننا ويفرق الأخ عن أخوه والصديق عن صديقه
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم